«عمليات بغداد»..معالجة الاخفاق بالخنق
احمد هاشم الحبوبي منذ اكثر من خمس وثلاثين سنة والعراقي يتكدس على شبّاك الحكومة حين يتعلق الأمر بأيّة خدمة حكومية، فمراجعة مركز تجنيد (سابقا)، دائرة احوال مدنية، مديرية مرور، دائرة جوازات، مصرف حكومي، دائرة ضريبة، دائرة تسجيل عقاري، دائرة كاتب عدل، لا فرق إن كان يريد أن يدفع أو يقبض، فالطريق نحو ذلك، كان ومازال، نفسه؛ وهو أن يتكدّس الناس غالبا في العراء بانتظار دورهم لإنجاز معاملاتهم. لقد اختارت « عمليات بغداد » أن تقتبس هذه التقنية "الناجحة" وتعممها على أهالي بغداد في كل تحركاتهم. فالبغدادي مُلـْزَم بالنفاذ من خلال المنفذ الضيّق [= خرم الابرة] الذي يتركه مسؤولو نقطة التفتيش للمواطن. فعادة ما يُضَيّقُ الشارع الرئيسي الذي يحوي ممرين (أو ثلاثة أو أربعة)، فتتشكل صفوفا طويلة ومتداخلة من السيارات يتزاحم سائقوها فيما بينهم أملاً بكسب بعض الوقت على حساب الآخرين. بعد دقائق طوال (قد تمتد الى ربع أو نصف ساعة أو حتى ساعة). يسلك الناس جسر السنك للعبور بين الكرخ والرصافة. ويتحمل الجسر المذكور الكم الاكبر من السيارات بسبب موقعه وبسبب غلق مقتربات جسر الجمهورية المؤدية الى...