المشاركات

عرض المشاركات من 2025

حرب حسن نصر الله الأخيرة - وَهْم الردع المتقابل بين «حزب الله» وإسرائيل – (4)

حرب حسن نصر الله الأخيرة - وَهْم الردع المتقابل بين «حزب الله» وإسرائيل – (4) صورة من العراق وافغانستان أيام الاحتلال الأميركي. كثيرون استغربوا الطريقة التي تعاملت بها الأجهزة الأمنية الأميركية مع بعض عتاة ارهابيي تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية «داعش» الذين ألقي القبض عليهم في العراق وأفغانستان. حيث أطلق سراحهم بعد تحقيق قصير او بعد فترة حبس أو سجن قصيريْن وتركوا يذهبون حيث يشاؤون. الغرض من ذلك هو قناعة الأميركي بأن هؤلاء سيتواصلون حتماً مع القادة والرؤوس الكِبار، الأمر الذي سيسهل الوصول إليهم. وقد تحقق ذلك. فقد تمكنت الولايات المتحدة من اغتيال كل رؤوس «القاعدة» و«داعش»، أبرزهم أبو مصعب الزرقاوي (اغتيل في العراق عام 2006)، أبو عمر البغدادي (اغتيل في العراق عام 2010)، أسامة بن لادن (اغتيل في باكستان عام 2011)، أبو بكر البغدادي (اغتيل في سوريا عام 2019) وأيمن الظواهري (اغتيل في أفغانستان عام 2022). الفترة بين حرب «تموز/يوليو 2006» وحرب «8 تشرين الأول 2023»  بعد النجاح الذي حققه «حزب الله» في حرب «تموز/يوليو 2006» اعتقد الحزب أنه أوجد ردعاً سيمنع الإسرائيلي من مهاجمته. إلا أن الأخير ...

حرب حسن نصر الله الأخيرة - «عملية الصافرة»، تفجير أجهزة اتصال كادر «حزب الله» - (3)

بعد يوم واحد من عملية «طوفان الأقصى» التي شنَّتها «حركة حماس» وفصائل فلسطينية أخرى على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، دخل حزب الله في الصراع من خلال "نصف حرب" أسماها «حرب الاسناد»، حيث شن هجمات على أهداف إسرائيلية موجودة في الأراضي اللبنانية التي تحتلها إسرائيل. وما لبثت ساحة المواجهة حتى امتدت ساحة لتشمل الحدود الشمالية لإسرائيل وكل لبنان. وقد اسفرت الهجمات المتبادلة عن نزوح متبادل للمدنيين في إسرائيل ولبنان، مع إلحاق أضرار كبيرة بالمباني والأراضي على طول الحدود. لقد أوجعت «حركة حماس» إسرائيل بـ«طوفان الأقصى»، فالخسائر كانت كبيرة جداً لم تتكبد إسرائيل مثلها في كل حروبها السابقة. ثم جاء «حزب الله» وتجحفل مع «حماس» وبات يقصف الحدود الشمالية. لذلك اتخذت إسرائيل قرارا لا رجعة عنه في إنهاء التهديد المستمر الذي تتعرض له مستوطناتها ومدنها عبر تحييد «حركة حماس» تماماً وتحجيم «حزب الله» وتجريده من كل أسلحته وإزاحته من حدودها تماماً. وكانت إسرائيل مستعدة لذلك تماماً فيما يخص «حزب الله» كما بيّنتُ ذلك في مقالين سابقين [1] [2]. يعلم الموساد الاسرائيلي أن منتسبي «حزب الله» يستخدمو...

حرب حسن نصر الله الأخيرة – المتشابه والمختلف بين حربيْ «تموز 2006» و«8 تشرين الأول 2023 – 27 تشرين الثاني 2024» - (2)

حرب حسن نصر الله الأخيرة – المتشابه والمختلف بين حربيْ «تموز 2006» و«8 تشرين الأول 2023 – 27 تشرين الثاني 2024» - (2) يودُّ كاتب هذه السطور أن يبين أن سلسلة المقالات هذه هي حصيلة سماع وقراءة عشرات المقابلات المصورة والبحوث والتقارير، غالبيتها الساحقة من جهات قريبة جداً من بيئة «حزب الله» ومصادر يمكن الوثوق بها. ويمكن التحقق من ذلك عبر مراجعة قائمة المصادر المرفقة. كما يؤكد كاتب السطور أنه إنما يسعى لتقديم حقيقة ما جرى بغض النظر عن معتقداته وتمنياته الشخصية. حرب «تموز 2006»    في الثاني عشر من تموز 2006، نفذّ «حزب الله» هجوماً على الحدود مع إسرائيل تمكن خلاله من قتل وأسر جندييْن إسرائيليين لغرض مبادلتهما بأسرى لبنانيين قابعين في السجون الإسرائيلية. إثر ذلك شنت إسرائيل هجوماً واسعاً بكافة الأسلحة شمل جنوب لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت. حددت إسرائيل أهدافها في الإفراج غير المشروط عن الأسرى الإسرائيليين وتدمير «حزب الله» ونزع سلاحه وإنهاء تهديده للحدود الشمالية لإسرائيل. ألحقت إسرائيل خسائر كبيرة بأسلحة «حزب الله»، إلا أن مقاتليه وقفوا بالند للقوات الإسرائيلية وخاضوا معها حرب ع...

حرب حسن نصر الله الأخيرة - خيار «النصف حرب» - (1)

حرب حسن نصر الله الأخيرة - خيار «النصف حرب»  - (1) احمد هاشم الحبوبي عند السادسة والنصف من صباح السابع من تشرين الأول 2023، شنّ الجناح العسكري لحركة حماس هجوما مفاجئاً على إسرائيل أسفرَ عن مقتل حوالي ألف ومئتيْ شخص وأسر أكثر من مئتين وخمسين شخصاً اقتيدوا لداخل قطاع غزة لغرض تبديلهم لاحقاً بأسرى فلسطينيين ولتقييد رد الفعل الإسرائيلي الساحق الذي أتى بعد بضع ساعات من عملية «طوفان الأقصى».  حركة حماس أحد أطراف «جبهة المقاومة» التي تضم إيران، حزب الله اللبناني، أنصار الله اليمنيين، بضعة فصائل مسلحة عراقية وسوريا (لغاية الثامن من كانون الأول 2024؛ يوم سقوط نظام حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا). ولا يخفى العامل المذهبي المشترك الذي يشمل كافة أطراف المحور ما عدا «حماس». إن الذي خطط وأدار هجوم «7 أكتوبر» هما القائدان يحيى السنوار، قائد حركة حماس في غزة (حينها) [1]، ومحمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام [2]. أطلق على العملية اسم «طوفان الأقصى». أما الاسم الدارج في الإعلام فهو «7 أكتوبر». حفاظا على سرية الهجوم، شنّ السنوار والضيف هجومهما بسِريّةٍ تامة، فلم يخبرا الحلفاء في «جبهة ال...