بعث صديق عزيز رسالة مرفق بها رابط على موقع اليوتيوب
لأغنية لبنانية بعنوان «بنحبك بارزاني» تمجد مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان شبه
المستقل. ولا اخفيكم سرا، فقد ذكَّرَتْني الاغنية برئيس العراق الأسبق صدام حسين
في اوج ايام مجده وفي عز بحبوحة العراق المالية حين استنفرت وزارة الإعلام انذاك
كل امكانياتها وأغدقت الاموال لكل المطربين العرب كي يغنوا وينشدوا لصدام.
وبعملية بحث بسيطة اكتشفت أن بارزاني لم يكتف
بالمطرب اللبناني، فقد عثرت على اغنية عراقية بعنوان «مبروك يا بارزاني» اداها مطرب عراقي لم يذكر اسمه. وهذا يعني
أن مؤسسة بارزاني الاعلامية في بداية انطلاقتها في هذا المجال، وربما سترفدنا
بالمزيد في قادم الأيام.
إنّ نظام الحكم في كردستان يقتبس كل ما هو فج
في انظمة الشرق الأوسط الآفلة وتلك التي في طريقها للأفول، فقبل اغاني التمجيد
والمديح اقتبس الأكراد من صدام حسين ثالوث الحكم الذي تسلط على العراق متمثلا
بصدام وابنه قصي وزوج ابنته حسين كامل ومن ثم ابن عمه علي حسن المجيد.
ويتكرر نفس الثالوث في اربيل اليوم، فالأب
مسعود رئيس للدولة، والابن مسرور رئيس اعلى لأجهزة الأمن، وزوج البنت وابن الاخ
نجيرفان رئيس للوزراء؛ مُؤيَدينَ بولاء مطلق من عشيرتهم التي ينعم افرادها
بامتيازات استثنائية تميزهم عن بقية مواطني الشعب الكردي. وحين يحتج احد ما على
هذا الوضع الشاذ، يأتي الرد انّ هؤلاء اختيروا لكفاءتهم لا بسبب دمائهم البرزانية.
اما الاقتباس الآخر الذي لا يقل سوءا عن
سابِقـَيْه فهو مفهوم الحكم الجمهوري ـ الوراثي، فرئيس اقليم كردستان عازم، تحت
ضغط إرادة الجماهير، على البقاء في منصبه حتى الرمق الاخير. وسيكون بديل بارزاني
اما ولده مسرور او ابن اخيه وزوج ابنته نجيرفان، وهذا اجترار لمفهوم الجمهورية
الوراثية الذي تداعت اركانه في كل الشرق الأوسط والوطن العربي. والعذر هو نفس
العذر الذي سمعناه ممن سبقوا مسعودا في هذا الدرب؛ فهو القضية المركزية التي
يستحيل تحقيقها بدون الأب او الابن او ابن الأخ ممن تسري فيهم دماء "القائد
الضرورة".
إنّ تبني عقيدة القائد الضرورة لم تجلب معها
سوى الدمار والخراب حيثما حلت، لأن السلطة المطلقة تحول الرئيس إلى شبه إله يأبى
أن يسمع كلمة "لا" ولا يقبل اية نصيحة أو استشارة.
يبدو إننا سنسمع الكثير من الاغاني التي تمجد
مسعود بارزاني. وأود انّ اقدم نصيحة مجانية وعملية لمسؤولي إعلام كردستان علَّها تساعدهم
على تخفيض التكاليف، فطالما أنهم برعوا في استلهام سيرة السلف الغابر؛ فإنني اقترح
عليهم اقتباس كلمات وألحان الاغاني التي سبق وأُنْشِدَت لصدام، وما عليهم سوى
استبدال اسم الاخير باسم مسعود.
ومبروك يا بارزاني، بنحبك يا بارزاني.
ادناه رابطَيْ الاغنيتين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق