الاثنين، 1 أبريل 2013

ادارة متعثرة لملفات اساسية


احمد هاشم الحبوبي

منذ قرار الغاء نظام البطاقة التموينية الذي ألـْغِيَ تحت ضغط الجماهير، اكتشف الشعب ان الحكومة يمكن ان ترتكب اخطاء جسيمة. فقد حاولت الحكومة معالجة الفساد المستشري في وزارة التجارة، بترك الشعب تحت رحمة التجار الجشعين الأشد فتكا من فاسدي وزارة التجارة الذين فشلوا في تأمين مفردات البطاقة التموينية كاملة خلال عشر سنوات كاملة.

أما تأجيل الانتخابات المحلية في الانبار ونينوى. فهو قرار اتخذ على عجل ولا مسوّغ له وستتراجع عنه كما فعلت مع قرار الغاء توزيع البطاقة التموينية.

إضافة لتذبذب الحصة التموينية ورداءتها، ينوء الشعب تحت ثقل انعدام الطاقة الكهربائية التي تمثل عصب الاقتصاد. مرّت سنوات عجاف والحكومة تجتر نفس الوعد بأن «هذه السنة ستكون آخر سنوات المعاناة». والآن، ونحن على اعتاب افتتاح عدة محطات توليد كهربائية يؤمل منها ان توفر الكهرباء، فإنّ هناك ما ينبئ بأن مشكلة الوقود والتوزيع ستكونان عائقين مهمين امام تحسن التجهيز. وأتوقع ان تكون محطات التوليد وأنابيب الوقود هدفا جديدا لإرهابيي «تنظيم القاعدة» في قادم الأيام. وأدعو العلي القدير ان لا تتحقق نبوءتي هذه. 

كما ينوء الشعب تحت ثقل الإرهاب الذي يضرب حيث ووقت يشاء. والحكومة والقائد العام للقوات المسلحة وقادة الدفاع والداخلية والمخابرات يقفون عاجزين امام الهجمة الارهابية التي لا مثيل لها في كل دول العالم.

لقد اختلط السياسي بالعسكري، فقادة الأمن ينحون باللائمة على الصراع السياسي المحتدم في البلاد. ولم يبرز أي منهم ويقول: «إننا قصرنا في كذا، وسنعمل على معالجة ذلك»، أو يقول «ينقصنا كذا، وإذا ما توفر ذلك فسيتحسن اداؤنا وسنحد من الإرهاب». كل ما يفعلوه هو تعزيز السيطرات الثابتة بما يفاقم الازدحام، وزج الناس في السجون، لتأتي لجنة المصالحة وتطلق سراحهم لعدم ثبوت الادلة. وقد اثبتت الأيام عقم كلا الإجراءين.

ان قادة الأمن يرون ان توفير الأمن منوط بالأزمة السياسية. وهذا عين الخطأ. فالمفروض ان لا احد من القوى السياسية يرعى الإرهاب أو يوجهه. وإذا كان قادة الأمن شخصوا حزبا أو تيارا يفعل ذلك، فعليهم محاربته، لا ان يطلبوا استرضاءه أو التهادن معها.

وآخر اخفاقات قوات الأمن هو عجزها عن حماية المواقع الاستثمارية النفطية، فقد هاجم مسلحو  «قاعدة» العراق، في 1 نيسان 2013، شركة مقاولات محلية تعمل في حقل غاز عكاز الذي تطوره شركة الغاز الكورية الجنوبية (كوكاز) في محافظة الأنبار، وقتلوا اربعة عمال محليين وخطفوا اثنين آخريْن وأضرموا النار في مكاتبها وسياراتها. لقد نفذ «تنظيم القاعدة» هجومه الناجح (طبعا) في نفس يوم انعقاد «ملتقى الاعمال والاستثمار العراقي الكوري في بغداد». ان توقيت الهجوم ومكانه لهما دلالات مهمة وخطيرة.

لم يتمكن رئيس وزرائنا والقائد العام للقوات المسلحة من تحقيق أي اختراق في أي من الملفات والقضايا الملحة، رغم مرور حوالي سبع سنوات على تسنـّمه منصبه.

ليس على معارضتنا الهجينة (التي رجلها اليمنى في جهنم، ويسراها في الجنة) سوى تصيد هذه الاخطاء والإخفاقات الجسيمة التي ترتكبها الحكومة. ان هذه المعارضة مشغولة فقط بتسجيل اخفاقات رئيس الوزراء. ولكنها عاجزة عن المبادرة وطرح الحلول والبدائل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صدام حسين ومسعود برزاني .. من خلّف ما مات

المقدمة حين يدور حديث أو مقال يدور عن «أبو علي الشيباني» [ 1 ] عادة ما يبادر أحدهم بالاعتراض مستنكرا: ليش [= لماذا] لا تتحدث عن «أبو ثقب...