ترجمة
وإعداد: احمد هاشم الحبوبي
كيف
استقر شكل الأرقام العشرة التي نستخدمها على ما هو عليه؟ ومن الذي ابتكرها؟ ومتى
بدأ الإنسان باستخدامها؟
نستطيع أنْ نقولَ أنّ اختراعَ الكتابة والحساب هوَ الذي رسم الحدّ
الفاصل بين «عصر ما قبل التاريخ» وما بعده. وعلى مَرِّ الزمن ابْتُكِرَ ما لا يحصى
من الأبجديات وأنظمة كتابة الأعداد.
«استخدم الأوروبيون الأرقام
الرومانية، واستمرّوا باستخدامها حتى نهاية القرن العاشر تقريبا، حين انبرى عبقريً
مِنْ بلاد العرب وابتكر نظام أرقام جديد. إنّ هذا المُبْتكِر مجهول الاسم، ولكنه
لا بُدّ أنه كان ذا مكانة وتأثيرعالييْن بحيث أنّه استطاع إنفاذ هكذا نظام غير
مسبوق سهل الكتابة وأسهم في تبسيط العمليات الحسابية» [1]. وقد انتقلت الأرقام
العربية إلى أوروبا على يد «البابا سلفستر الثاني (نحو 930 –1003 م)» الذي تعلّم اللغة العربية ودَرَسَ في «جامعة
القرويين» في مدينة فاس في المملكة المغربية. وما زالت الجامعة قائمة إلى يومنا
هذا.
ترجمة
وإعداد: احمد هاشم الحبوبي
كيف
استقر شكل الأرقام العشرة التي نستخدمها على ما هو عليه؟ ومن الذي ابتكرها؟ ومتى
بدأ الإنسان باستخدامها؟
نستطيع أنْ نقولَ أنّ اختراعَ الكتابة والحساب هوَ الذي رسم الحدّ
الفاصل بين «عصر ما قبل التاريخ» وما بعده. وعلى مَرِّ الزمن ابْتُكِرَ ما لا يحصى
من الأبجديات وأنظمة كتابة الأعداد.
«استخدم الأوروبيون الأرقام
الرومانية، واستمرّوا باستخدامها حتى نهاية القرن العاشر تقريبا، حين انبرى عبقريً
مِنْ بلاد العرب وابتكر نظام أرقام جديد. إنّ هذا المُبْتكِر مجهول الاسم، ولكنه
لا بُدّ أنه كان ذا مكانة وتأثيرعالييْن بحيث أنّه استطاع إنفاذ هكذا نظام غير
مسبوق سهل الكتابة وأسهم في تبسيط العمليات الحسابية» [1]. وقد انتقلت الأرقام
العربية إلى أوروبا على يد «البابا سلفستر الثاني (نحو 930 –1003 م)» الذي تعلّم اللغة العربية ودَرَسَ في «جامعة
القرويين» في مدينة فاس في المملكة المغربية. وما زالت الجامعة قائمة إلى يومنا
هذا.
عبقريّ
مجهول خطرت له فكرة كتابة الأرقام بالصيغة التي ما زلنا نستخدمها إلى يومنا هذا،عكس
الأرقام الرومانية الطويلة المعقدة. [الصور من GOOGLE].
|
يمتازُ نظام الأرقام العربي باحتوائه على رمز اللاشيء، ألا وهو الصّفْر «0». امّا مِنْ أيْنَ أتى العَرَبُ بالصفر؛ فَمِن الهنود الذين بدأوا باستخدام الصِّفْر في القرن العاشر (900 – 999 بعد الميلاد)، وأسموه «سونيا» [=SUNYA] وتعني فارِغ. ويُدعى بالعربية «صِفْرا» وهي الكلمة التي مازال السويديون يستخدمونها في تسمية الأرْقام [1]. أمّا الكلمة «NOLL» التي تعني صفرا باللغة السويدية، فقد جاءت من الكلمة اللاتينية «NULLUS» التي تعني «لا شيء». إنّ كلمة «ZERO» التي تعني «صفر» باللغة الإنكليزية هي الأخرى قريبة جدا مِنْ مرادفـَتِها العربية.
صمّمَ ذلك المبتكرُ الأرقامَ بطريقة تساعِدُ المرء على معرِفةِ مقدار الرقم الماثِل أمامه بمجرد النظر اليه، فجَعَلَ رمزَ الرقم «1» زاوية واحدة، وزادها واحدة أخرى للرقم «2»، وهَلُمَّ جرّا مع بقية الأرقام. أمّا الرقم «0»، فَجَعله فارغا، خاليا من أيّة زاوية[1].
لا أحد يعلم كم هي الفترة التي استخدمت فيها تلك الأرقام على هيئتها ذات الزوايا، ولكن، بالتأكيد بقِيَت تُكتَبُ كذلك حتى حفظها الناس عن ظَهْرِ قلْب. ثم تغيّرَتْ تدريجياً لتنتهي إلى هيئتها الحالية الأسهل والأسرع كتابة.
مع مرور الزمن، امتدّ استخدام الأرقام العربية ليشمل كل أرجاء الأرض، من كندا إلى استراليا، ومن اليابان فالصّين، وانتهاءا بالهند التي استغنت عن أرقامها لصالح الأرقام العربية، فصارت الشيء الوحيد الذي اتفقت كل الأمم على استخدامه.
أما بالنسبة للبلدان العربية، فإنّ دول المغرب العربي تستخدم الأرقام العربية في كلّ ميادين الحياة [2]. ولكنّ الحال ليست كذلك في بلدان المشرق العربي فهي تتعامل مع الأرقام العربية كأرقام أجنبية دخيلة، وما زالت تستخدم الأرقام الهندية. ليس ذلك فحسب، بل هناك كثيرون ممن أضفوا على الأرقام الهندية صبغة دينية، وسودوا الصفحات في اثبات عروبة الأرقام الهندية وعُجْمَة الأرقام العربية، معتبرين الأولى أرث «السلف الصالح»،الأمر الذي يُوجِب التَمَسّك بها، والثانية دخيلة خبيثة. وتعجّ الشبكة الالكترونية بعشرات البحوث والمقالات التي يتبنى كاتبوها وجهة النظر هذه. إنّ هؤلاء ينكرون ما يقرّه العالم اجمع مِنْ أنّ عربيا مُبْدِعأ هو مُبْتَكِرُ الأرقام المستخدمة.
لقد باشَرَتْ جمهورية العراق وتَبِعَتْها الجمهورية العربية السورية بتعميم استخدام الأرقام العربية في مناهج الرياضيات لطلاّب الدراستين الابتدائية والثانوية، على أنْ يمتدّ ذلك ليشمل بقية المناهج، عسى أنْ تحذو باقي دول المشرق العربي حذوهما في قادم الأعوام.
[1] ILLUSTRERAD
VETENSKAP [المصدر الرئيس]
[3] مواقع
الكترونية متعددة