حنان الفتلاوي، مها الدوري، ميسون الدملوجي ووحدة الجميلي |
احمد هاشم الحبوبي
اعتدنا في مجتمعنا الذكوري، حيث السيادة
والسطوة للرجل، أن تشمل افعال نساءنا كل ما هو مفيد وسلمي ومنتج، ليس كرجالنا
الذين يهدمون بيد ما تبنيه اليد الأخرى.
لقد وثـّقَ التاريخ العربي «هند بنت عتبة» كأول
امرأة عربية استأجرت قاتلا مأجورا لاغتيال خصم لها، وأول من مثلت بجثث الموتى وأكلت
لحم البشر حين بقرت بطن «حمزة بن عبد المطلب» ولاكـَت كَبـِدَه انتقاما لمقتل
ثلاثة من اهلها وكنوع من المبالغة في إيذاء العدو، حيث يأكل المنتصر من لحم
المهزوم.
اكاد اتذكر «هند
بنت عتبة» في كل مرة استمع فيها لحنان الفتلاوي ومها الدوري وميسون
الدملوجي ووحدة الجميلي، فلهند وجوه شريرة متعددة، فهي ليست آكلة للحوم البشر فحسب، فقد كانت
صاحبة اعلى الأصوات في الدعوة للحرب وبث العداوة. وليْسَ في تاريخ المسلمين امرأةٌ
أشدُّ عَداوةً للنبي محمد عليه الصلاة والسلام مِن هذه المرأة. لا يوجد في قاموسي
ما هو أسوأ من الاقتداء بسيرة «هند آكلة الكبود».
وعلى هدي هند
آكلة الكبود، فحنان وأخواتها يفعلن
كل ما فعلته قدوتهن من تأليب وتحريض ضد الآخر. والآخر هذا لا يشترط أن يكون من الطائفة
الأخرى، فمها الدوري تؤلب ضد ائتلاف «دولة القانون» الشيعي، وحنان الفتلاوي تعادي «التيار
الصدري» الشيعي و«ائتلاف العراقية» السني، أما وحدة وميسون فهما اختصاص في معاداة
ائتلاف «دولة القانون».
لم تـُدْلِ أي
من هؤلاء النسوة بشيء ايجابي ولو لمرة واحدة، فلا يخرج منهن سوى السم الرعاف بما
يفاقم الأجواء المسمومة اصلا. ولا يخفى أن «اول الحرب كلام». إن حنان وأخواتها لَسْنَ وحدهـُّن بين زميلاتهن النائبات ممن امْتـَهَنّ التحريض وبث ثقافة الكره،
ولكنهن أمْعَنَّ في غَيـِّهِنَّ ويواظبن على ذلك دونما كلل أو ملل.
إذا ما ارتضت
المرأة العراقية أن تكون وقودا في المعركة الطائفية المحتدمة فهذا أمر غير معهود
في العراق، فمهما بلغ انسان أو فكر أو عقيدة من جبروت، فإن الحاجة تبقى ماسة لأن
ينأين النساء بأنفسهن عن المعركة الطائفية التي اباح الرجال استخدام كل الأسلحة
فيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق