ترتبط المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بصداقة راسخة منذ زمن
بعيد. ورغم وجود خمسة عشر مواطن سعودي من بين التسعة عشر ارهابي الذين نفذوا
اعتداءات 11 أيلول، إلا إنّ ذلك لم يثلم أو يهزّ تلك الصداقة العميقة.
تؤمن الإدارة السعودية بأنها ستبقى مالكة لـ«قلب» الولايات المتحدة طالما
استمرت بالسير على هدي المثل الشهير: «الطريق إلى قلب الرجل معدته»، مع بعض
التصرف، فالسعودية ترى ان الطريق إلى الأميركي هو جيبه، لهذا فهي تسرف بلا حدود
حين يتعلق الأمر باسترضائه. وقد اشار الكاتب باتريك كوكبرن، مراسل صحيفة
«الإندبندنت» في الشرق الأوسط، لذلك معتبرا ان «العائلة المالكة السعودية تعرف
جيدا كيف تبذل المال من اجل كسب ودّ الطبقة الحاكمة الدولية».
ما يقلق الإدارة السعودية هو الإعلام الأميركي الذي يخرج احيانا عن عقاله
ويندد برعايتها وتمويلها للثنائي الذي خسِرَ ودّ أميركا؛ الفكر الوهابي التكفيري
الجهادي، والتنظيمات المسلحة التي تتبنى هذا الفكر. تردّ السعودية بأنها شريك
أساسي في الحرب على الإرهاب، والدليل هو تعاون أجهزتها الأمنية مع مثيلاتها
الغربية الذي اسفر عن احباط اعتداءات ارهابية نوعية كانت تستهدف لندن ونيويورك. ان
هذا الرد السعودي يحمل بين طياته رسالة واضحة للغرب: «اطمئنوا؛ مدنكم ومواطنيكم
ليسوا مدرجين في قائمة اهداف الارهابيين الذين نرعاهم».
تراجعت الولايات المتحدة عن توجيه ضربة عسكرية للجيش العربي السوري في آب
(وأيلول) 2013، بعدما عقدت مع الروس صفقة سرية انتهت بقبول الحكومة السورية بتسليم
عتادها الكيمياوي وتدمير معامل تصنيعه.
اعتبر السعوديون الاتفاق (الأميركي ـ الروسي) إهانة موجعة لم يتمكنوا أبدا
من تجاوزها، فالحليف الأميركي لم يشركها، بل لم يطلِعْها بأي شيء عن الصفقة، ولم
تسمع بها إلاّ عبـْر وسائل الإعلام. كما شكل ذلك ضربة للحلم السعودي بنهاية
دراماتيكية لنظام الرئيس بشار الأسد، شبيهة بنهاية كل خصوم المملكة.
لقد جرح ذلك كبرياء المملكة التي اهتزت مصداقيتها كحليف أساسي لم تتجاوزه
الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بالإقليم، الأمر الذي دفع الإدارة السعودية إلى
اتخاذ احد اسخف قراراتها بالامتناع عن شغل مقعد في مجلس الأمن الدولي.
الصحفي الأميركي فريد زكريا |
لم يمر اعتذار الرياض عن شغل مقعدها في مجلس الأمن، مرور الكرام، فقد كتب
المعلق السياسي الأمريكي فريد زكريا، احد أشهر الصحافيين والإعلاميين المهتمين
بالعلاقات الدولية والسياسات الخارجية الأمريكية، مقالا قاسيا في مجلة «التايم»
(في 11 تشرين الثاني 2013) انتقد فيه السياسة الخارجية السعودية، جاء فيه: «إذا
كانت هناك جائزة للسياسة الخارجية الاكثر انعداما للمسؤولية، فستمنح بالتأكيد إلى
المملكة العربية السعودية. فهي أكثر الدول المسؤولة عن صعود التطرف الإسلامي
والتشدد في جميع أنحاء العالم. فعلى مدى العقود الأربعة الماضية، تم استخدام
الثروة النفطية الهائلة في المملكة لضمان تصدير الصورة المتطرفة والمتعصبة
والعنيفة من الإسلام من خلال رجال دينها الوهابيين».
وذكّر فريد بكون المملكة كانت واحدة من ثلاث دول فقط كانت تعترف بنظام
طالبان في أفغانستان وأنها تلعب دورا في الهجمات الإرهابية بباكستان والعراق
وسوريا. وأن كل ما فعلته هو أنها قاومت الإرهاب داخل أراضيها.
وعن الدعم السعودي للمتشددين يقول زكريا: «اذهب إلى أي مكان في العالم – من
ألمانيا إلى إندونيسيا – وستجد المراكز الإسلامية المنتعشة بأموال السعودية تنفث
التعصب والكراهية. في عام 2007، صرح ستيوارت ليفي لقناة «اي بي سي نيوز»، (وكيل
وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية للفترة 2004-2011)، بالقول «إذا
كان بإمكاني مد أصابعي وقطع التمويل من بلد واحد، سيكون المملكة العربية
السعودية». وعندما تتم مواجهتهم بالأدلة (يكمل فريد زكريا)، عادة ما يدعي
المسؤولون السعوديون أن تدفق هذه الأموال يتم من خلال أفراد ومؤسسات خاصة، ولا
تمتلك الحكومة السيطرة عليهم. ولكن العديد من المؤسسات أنشئت من قبل الحكومة أو
أعضاء بارزين في العائلة المالكة، ولا يمكنها أن تعمل في مجال يتحدى السياسة
الوطنية لبلد تحكمه ملكية مطلقة».
كما استشهد زكريا بتصريح وزير العدل الباكستاني السابق اقبال حيدر لوكالة
الأنباء الالمانية، في آب 2012: «سواء كانوا (الإرهابيون) من طالبان أو جماعة عسكر
طيبة، فأيديولوجيتهم هي الوهابية السعودية دون ادنى شك»، وإنـّه «ليس هناك شك في
أن السعودية تدعم الجماعات الوهابية في جميع أنحاء بلده (باكستان)».
ويؤكد فريد زكريا إنّ معارضة المملكة العربية السعودية لسياسات أوباما إزاء
سوريا وإيران لا تنبع من أسباب إنسانية تخدم شعبي البلدين، وإنما تجد جذورها في
العقيدة المناهضة للشيعة، مدفوعة بمخاوف من أن أي دعم يلقاه الشيعة سيؤثر على
الخمسة عشر بالمائة من إجمالي سكانها الشيعة، ويعيشون للمصادفة في المنطقة التي
تضمّ جزءاً مهماً من احتياطي الطاقة هناك.
كما ذكر أنّ هناك مخاوف في المملكة من امتداد الربيع العربي، وإعادة إدماج
إيران في العلاقات الدولية، وكذلك احتمال إعلان واشنطن قريباً استقلالها عن نفط
الشرق الأوسط.
وخلص فريد زكريا للقول إنّه من المحتمل أنه لهذه الأسباب فإنّ مخاوف الرياض
من مقعد مجلس الأمن تعود لخشيتها من أن يحد ذلك المقعد من حرية التحرك، أو لأنها
ستجد نفسها مضطرة للتصويت على أمور ترغب في تجاهلها.
ردّ الصحفي جميل الذيابي في جريدة الحياة السعودية على زكريا ووصفه بالكذب
والسرقة، واتهمه بأنه «أصبح مقارباً لسياسة بلاده مع إيران، متجاهلاً أن بعض
قيادات القاعدة لا تزال في ضيافة طهران». وبيّنَ الذيابي ان «أكبر خطأ ارتكبته
السعودية في الثمانينات ودفعت ثمنه لاحقاً هو مساندتها لخطط واشنطن في أفغانستان،
والدفع بالشباب السعودي للجهاد عبر «مباركة أميركية»، فكان ذلك سبباً في تفريخ
«القاعدة». كما أن اعترافها بـ«طالبان» كان بتأييد أميركي». ولو تمعّنَ الذيابي في
مقالته التي ردّ بها على زكريا لما دفعها للنشر؛ فقد أثبت الذيابي كل ما تنكره
الإدارة السعودية.
استشعر السعوديون خطرا من مقال فريد زكريا لأنه «كاتب مؤثر وله قراؤه، وفي
تحليلاته الكثير من المعلومات التي يرجح أنها تسريبات من صناع القرار في بلاده،
بهدف جس النبض ورد الفعل»، وفقا لجميل الذيابي.
لم تكد الإدارة السعودية تتعافى من غدر«الحليف» على الجبهة السورية، حتى
اكتشفت غدره الأكبر الذي لا يغتفر أبدا؛ ألا وهو توقيع «اتفاق جنيف الابتدائي
الخاص بالبرنامج النووي الإيراني» الذي سبقته مفاوضات سرّية مباشرة وطويلة بين
الولايات المتحدة وإيران، لم تُبَلـَّغ أو تستشر بها المملكة ، فثارت ثائرتها
واندفعت في سلسلة تصريحات أكـّدَت عبرها على مواصلة مشاريعها في المنطقة بوجود
أميركا أو بدونها.
مع تفجّر الغضب السعودي، تفجّرَ عنف التنظيمات التكفيرية المسلحة في العراق
وسوريا، وبالذات تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) والتنظيمات
المسلحة المحلية الحليفة له. فأعلنت الولايات المتحدة الامريكية في بيان لوزارة
الخارجية نقلته السفارة الأميركية في بغداد، في 23 كانون الاول 2013، أن «الدولة
الإسلامية في العراق والشام هي فرع من تنظيم القاعدة الذي هو عدو مشترك للولايات
المتحدة وجمهورية العراق، ويشكل تهديداً لمنطقة الشرق الأوسط الكبير».
وتابع البيان: «بموجب الاتفاق الاستراتيجي الموقع بين بلدينا (العراق
وأميركا) ويوفر أساساً لتعاون أمني طويل المدى، ما زلنا ملتزمين المساعدة في تعزيز
القوات العراقية في معركتها المستمرة ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام».
كما دعا البيان «قادة المنطقة إلى اتخاذ التدابير الفعالة لمنع تمويل وتجنيد
عناصر في هذه المجموعات، ومن بينها الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة
النصرة، وإيقاف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية، حيث ينفذ الكثير منهم تفجيرات
انتحارية ضد مدنيين أبرياء في العراق».
يمكن اعتبار بيان الخارجية الامريكية بمثابة رد علني على التعهدات السعودية
بدعم فصائل المعارضة السورية المسلحة بغض النظر عن المخاوف من استفادة «القاعدة»
من هذا الدعم. وهو أمر حصل فعلا.
ألكسي بوشكوف، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي |
أما روسيا، فقد اتهمت الرياض بـ«التمويل والتجهيز العسكري للإرهابيين
الدوليين والمجموعات المتطرفة». وطالبت بوضع حد لهذه التصرفات. كما أكد رئيس لجنة
العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف أن التدخل السعودي في شؤون
سوريا لم يجر من أجل نشر الديمقراطية فالسعودية لا يمكن أن تكون حاملة الديمقراطية
إلى الآخرين لأنها أولا لا تملك دستورا وهي بعيدة كل البعد عن الديمقراطية ولا
تعترف بالديمقراطية كأسلوب في الحكم».
وأضاف بوشكوف إن «دور السعودية في تمويل وتسليح المجموعات المتطرفة كبير جدا
وهو اليوم أكبر من الدور القطري والمساعدات التي تقدمها السعودية لتلك المجموعات
تعد بالمليارات من الدولارات نتيجة موقفها الحاقد على دمشق».
وزودت الولايات المتحدة الجيش العراقي، بسرعة قياسية، بصواريخ متطورة
لمواجهة الخطر المتزايد الذي يمثله تنظيم «داعش». والأهم من هذا هو تزويد العراق
بمواقع معسكرات التنظيم المذكور في بادية الانبار. وبالتأكيد فإنّ تسليم المعدات
والاعتدة ما كان سيكون له اية جدوى لولا ما سبقه من تدريب وتأهيل للكوادر العراقية
التي ستتعامل معها.
لقد اوهن المرض أمزجة وحكمة افراد الصف الاول الحاكم في السعودية، الذين أضفوا طابعا شخصيا على خلافاتهم
الإقليمية، الأمر الذي يعقّد فرص الاتفاق على حلول وسط، يتجلّى بكلّ وضوح في
العراق وسوريا المفتوحيْن على كل الخيارات السيئة.
يقول جهاد مقدسي، المتحدث السابق باسم الحكومة السورية: «علينا التركيز على
عدم شخصنة الصراع (في سوريا) والفوز بالضربة القاضية، يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد
الشعب السوري على الفوز بالنقاط».
ملاحظة:
1)
لمزيد من
التفاصيل اقترح قراءة المقال بعنوان: «الأسرة السعودية الحاكمة ليست في أحسن
أحوالها»، على الرابط ادناه:
2)
رابط مقال
المحلل السياسي فريد زكريا في مجلة التايم (باللغة الانكليزية)
http://content.time.com/time/magazine/article/0,9171,2156259,00.html
ادناه الترجمة الكاملة لمقال المعلق السياسي فريد زكريا المنشور على صفحات مجلة التايم الأميركية في 11 تشرين الثاني 2013:
ادناه الترجمة الكاملة لمقال المعلق السياسي فريد زكريا المنشور على صفحات مجلة التايم الأميركية في 11 تشرين الثاني 2013:
السعوديون غاضبون؟ يا له من
أمر جلل!
بقلم
فريد زكريا / مجلة التايم
ترجمة :
أوغاريت دمشقية
لماذا لا
ينبغي لنا أن نهتم إن استاء البلد الأكثر انعداما للمسؤولية في العالم من الولايات
المتحدة؟
سياسات أميركا
الشرق أوسطية آخذة في الفشل ، كما قيل لنا، وخير دليل هو أن المملكة العربية
السعودية غاضبة. ديك تشيني، جون ماكين وليندسي غراهام قرعوا ناقوس الخطر حول رفض
الرياض مؤخرا مقعد في مجلس الأمن الدولي. ولكن أيا كان رأي المرء في تعامل إدارة
أوباما مع المنطقة، من المؤكد ان اخر معايير قياس للسياسة الخارجية الاميركية يجب
ان يكون حول كيفية تعاطي بيت آل سعود معها.
إذا كانت هناك
جائزة للسياسة الخارجية الاكثر انعداما للمسؤولية، ستمنح بالتأكيد إلى المملكة
العربية السعودية. فهي أكثر الدول المسؤولة عن صعود التطرف الإسلامي والتشدد في
جميع أنحاء العالم. فعلى مدى العقود الأربعة الماضية، تم استخدام الثروة النفطية
الهائلة في المملكة لضمان تصدير الصورة المتطرفة والمتعصبة والعنيفة من الإسلام من
خلال رجال دينها الوهابيين.
اذهب إلى أي
مكان في العالم – من ألمانيا إلى إندونيسيا – وستجد المراكز الإسلامية المنتعشة
بأموال السعودية تنفث التعصب والكراهية. في عام 2007، صرح ستيوارت ليفي لقناة”إي
بي سي نيوز”، وكان مسؤولا عالي المستوى في المالية آنذاك، بالقول«إذا كان بإمكاني
مد أصابعي وقطع التمويل من بلد واحد، سيكون المملكة العربية السعودية». عندما تتم
مواجهتهم بالأدلة، عادة ما يدعي المسؤولون السعوديون أن تدفق هذه الأموال يتم من
خلال أفراد ومؤسسات خاصة ، ولا تمتلك الحكومة السيطرة عليهم. ولكن العديد من
المؤسسات أنشئت من قبل الحكومة أو أعضاء بارزين في العائلة المالكة، ولا يمكنها أن
تعمل في مجال يتحدى السياسة الوطنية لبلد تحكمه ملكية مطلقة. وأكدت وزيرة الخارجية
هيلاري كلينتون، كما جاء في وثيقة سربها موقع ويكيليكس في شهر كانون الأول/ديسمبر
2009، أن المملكة العربية السعودية تبقى “القاعدة المالية الأساسية” للإرهاب وأن
الرياض “اتخذت إجراءات محدودة فقط” لوقف تدفق الأموال إلى طالبان وجماعات أخرى
مشابهة.
كانت السعودية
واحدة من ثلاث دول فقط في العالم التي تعترف وتدعم الحكومة التي تقودها حركة
طالبان في أفغانستان حتى وقوع هجمات 11/9. بل هي أيضا لاعب رئيسي في باكستان، التي
تعتبر الآن موطنا لأكثر الإرهابيين عنفاً في العالم. وابلغ وزير العدل الباكستاني
السابق اقبال حيدر وكالة الأنباء الالمانية «دويتشه فيله»، في آب/أغسطس 2012، «سواء
كانوا من طالبان أو جماعة عسكر طيبة، أيديولوجيتهم هي الوهابية السعودية دون ادنى
شك»، وأضاف «ليس هناك شك في أن السعودية تدعم الجماعات الوهابية في جميع أنحاء
بلده».
ومنذ هجوم
تنظيم “القاعدة” المباشر في الرياض في العام 2003، قضى السعوديون على الارهاب في
الداخل. لكنهم لم يوقفوا دعمهم لرجال الدين الوهابيين والمراكز والمدارس الدينية
والمتشددين في الخارج. خلال حرب العراق، كان الكثير من الدعم للمتشددين السنة يأتي
من مصادر سعودية. استمر هذا النمط في سوريا اليوم.
ولا تأتي
اعتراضات المملكة العربية السعودية لسياسات إدارة أوباما تجاه سوريا وإيران في
إطار الاهتمامات الإنسانية لشعوب تلك البلدان. إنهم متأصلون في أيديولوجية
المناهضة للشيعة واسعة الانتشار. ولطالما تعاملت الرياض طويلا مع الطوائف
الإسلامية الأخرى كافة باعتبارها بدعا، وتغاضت عن قمع تلك الجماعات. وتضمن تقرير
منظمة حقوق الانسان للعام 2009 تفاصيل حول تصرفات الحكومة السعودية ورجال الدين
والشرطة والمدارس الدينية التميزية بشكل منهجي ضد السكان المحليين الشيعة، بما في
ذلك الاعتقالات والضرب وفي بعض الأحيان استخدام الذخيرة الحية.
يخشى نظام آل
سعود من ان اي نوع من تمكين الشيعة في اي مكان، يمكن أن يشجع شيعة المملكة الذين
يشكلون 15% من سكانها ويعيشون في الجزء الذي يحتوي على الكمية الاكبر من احتياطات
البلاد النفطية. ولهذا السبب أرسلت السعودية قواتها إلى جارتها البحرين خلال
“الربيع العربي” العام 2011 لسحق انتفاضة الاغلبية الشيعية.
لقد شعر أفراد
العائلة المالكة السعودية بحشرجة الموت جراء الأحداث في المنطقة وخارجها. وشعروا
أن السخط الذي أطلقه “الربيع العربي” ليس غائبا عن جماهيرهم. كما خشوا من إعادة الاعتبار
إلى إيران. وهم يعرفون أيضا أن الولايات المتحدة قد تجد نفسها قريبا جدا مستقلة
تماما عن نفط الشرق الأوسط.
آخذا بعين
الاعتبار هذه المعطيات، من المعتقد أن المملكة العربية السعودية شعرت بالقلق من ان
قبولها إشغال مقعد في مجلس الأمن الدولي قد يقيد حرية عملها، أو أن هذا المقعد قد يسلط
الضوء على بعض أنشطتها الأكثر تعصبا، أو أنه قد يجبر الرياض على التصويت على
القضايا تفضل ان تتجاهلها إلى حد ما. ومن الممكن أيضا أن السعوديين تصرفوا في نوبة
مفاجئة من الاستياء، رغم أن السعوديين هم من مارس شتى الضغوط على مدار سنوات من
أجل المقعد. وأي كان السبب، دعونا نسلم بأن المملكة العربية السعودية غاضبة فعلا
من الولايات المتحدة، ولكن هل نحن على يقين من أن هذا مؤشر على ان واشنطن تقوم
بعمل شيء خاطئ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق