صدام حسين ومسعود برزاني .. من خلّف ما مات
المقدمة حين يدور حديث أو مقال يدور عن «أبو علي الشيباني» [ 1 ] عادة ما يبادر أحدهم بالاعتراض مستنكرا: ليش [= لماذا] لا تتحدث عن «أبو ثقب» [ 2 ]. أتمنى أن ينال مقالي هذا رضا الجميع لأنه يشمل كل رموز الخراب. يشترك قادة العراق بصورة مذهلة في الأداء والحصيلة. فها هو نوري المالكي (رئيس وزراء العراق 2006 – 2014) يستنسخ خيبة سلفه صدام حسين (رئيس جمهورية العراق 1979 – 2003) فينهي عهده والعراق محتلٌ خرِبٌ ومهانٌ. للوهلة الأولى تبدو المقارنة بين الرئيسيْن غير واقعية أو منصفة؛ فمن غير الممكن مقارنة «ديكتاتور» بآخر «اختير ديمقراطياً»، لكن أداءهما وحصيلتيْ حكمهما متطابقان إلى حد عجيب؛ في الأداء عبر تفريطهما بفرص النهوض بالبلد واحدة تلو الأخرى، وفي الحصيلة حيث انتهت مسيرة الأول بالعراق بلداً مُحْتَلاً مدمراً بفعل الغزو الأمريكي – البريطاني. وانتهت حقبة الثاني بغازٍ آخر (تنظيم «داعش») أشدُّ هولاً وفتكاً مِن سابقه. ولأسباب مختلفة يتطابق الرئيسان في حجم الدماء التي أُريقتْ والأرواح التي أُزْهِقَتْ في عهديْهما [ 3 ]. أما مسعود برزاني، فهو نسخة من صدام حسين. في ذروة اكتساح تنظيم الدولة الإسلامية ...