الثلاثاء، 8 مايو 2012

حيدر الملا.... !!






اختار النائب حيدر الملا كتلة دولة القانون خصما دائما له وعمل بدأبٍ وعزيمة لا تلينان على توجيه اقسى النعوت والإساءات حين يتعلق الامر بحزب الدعوة او احد رموز الكتلة. وقد تناولت ذلك في مقال سابق لي اسميته "زمن حيدر الملا"، وللأسف فانّ حيدر الملا ما زال حريصا على هذا النهج، ويكاد عداؤه لنوري المالكي هو الذي يحدد كل مساراته وتوجهاته.

اصطف حيدر الملا، دون اي تردد، مع مسعود البرزاني في هجومه العنيف على الحكومة ونوري المالكي بالذات، فحين انتقد النائب ياسين مجيد مسعوداً، شحذ الملا لسانه وندد بتصريحات ياسين مجيد مبينا انه "لولا تضحيات البارزانيين والشخصيات الوطنية العراقية التي قارعت النظام السابق لما وصل [مجيد] ومن يمثله الى سدة الحكم في عراق اليوم". وهذا تكرار ممل لما قاله قبل سنتين انّ "على المالكي أن يدرك أنه لولا الإرادة الدولية التي غيرت النظام السابق لما انتقل من حارات السيدة زينب في دمشق إلى رئاسة الحكومة في بغداد". ليس المهم لدى حيدر الملا مناصرة الحق او الحقيقة ابدا، بل ان جل همه هو السباب والتجريح ليس إلا. وقد وضعنا تصريحي الملا المتضاربين في حيرة؛ فبتنا لا ندري من الذي اتى بالمالكي للسلطة، هل هم الاميركان ام البارزانيين.

وعاد الملا الى نهجه العدائي حين طالب باستجواب وزير التعليم العالي علي الأديب بناءا على تهم سياسية لا تتماشى والتعريف القانوني للاستجواب من خلال اتهام وزير التعليم بالطائفية والتعسف في تطبيق قانون المساءلة والعدالة. ولم تملك وزارة التعليم الا ان تصف النائب حيدر الملا "بالمنحرف عن السلطة والجاهل بالقوانين"، وهذا وصف قاس جداً لا يرضى به اي انسان محترم لنفسه.

لم اسمع اي تعليق للنائب الملا على النفط الذي يهربه البرزاني الى ايران يوميا ليباع من خلال موانئها واراضيها بنصف سعره الحقيقي. ان حيدر الملا يلعن ايران بكرة وأصيلا، الا اننا لم نسمع له تنديدا بإيران لسماحها بتهريب نفط كردستان عبر اراضيها. وهذا ازدواج في المعايير يبعث على الحيرة والاستغراب، فإيران تصبح مستثناة من الذم والشتم اذا تعلق الأمر بالاكراد، ولكنها تمسي مكبا للعنات اذا ما زارها نوري المالكي او ان احدا انتقد السعودية او تركيا او سوريا سابقا قبل ان يكتشف الملا انها شيعية. بالمناسبة؛ نحن لم نسمع بمثل هذا التنديد من اي من مكونات التحالف الوطني ايضا، ولكن هذا ليس موضوع بحثنا.

ولم اسمع للنائب حيدر رأيا في السلاح الثقيل والمتوسط اللذين بحوزة المليشيات الكردية التابعة لمسعود البرزاني الذي قال مرة انه اذا كان هناك دم ينبغي ان يسكب، فليسكب من اجل استقلال كردستان. ولم اسمع لحيدر الملا تعليقا على شكوى ناخبي العراقية اللذين يتذمرون من التعسف الكردي في نينوى وصلاح الدين وكركوك. وتغاضى الملا التعليق على عزم الاقليم حفر ابار نفط ضمن حدود محافظة نينوى.

ان معاداة مكون بعينه من مكونات الشعب العراقي خيار بائس ومحكوم بالخسران. وهذا اتهام لا اسوقه على عواهنه، فحيدر الملا لم يوفر لا كتلة المواطن ولا التيار الصدري، حيث اساء للاستاذ باقر الزبيدي الذي قال عنه الملا انه يعاني من ازمة بسبب عدم استيزاره في الحكومة الحالية. ووصف الملا التيارَ الصدري بمجموعة "خارجين عن القانون" واستنكر عزم المالكي على التحالف معهم اثناء محنة تشكيل الحكومة قبل سنتين، حيث قال الملا " كيف سيتحالف ائتلاف دولة القانون كما يدعي انه المدافع عن القانون مع ائتلاف فيه التيار الصدري الخارج على القانون  وان حصل هذا فهذا يعني ان الاثنان خارجان على القانون وان هناك اصطفاف اسماه بالطائفي ".

انني ادعو "ابا جعفر" [= حيدر الملا] أن يحرص على انتقاء تعابير مؤدبة لا تخدش ذوق المتلقي ولا تسهم في زرع العداوة والبغضاء حتى مع خصومه. ويبدو لي ان ابا جعفر له طموح كبير سياسي كبير لتبوأ مقعد وزاري او ما شابه ذلك، وطالما ان الزمن الان هو زمن حيدر الملا ومن على شاكلته؛ فإنني انصحه بأن يلتزم الادب كي يتجنب الفيتو الشيعي عليه.


ولله في خلقه شؤون


http://www.kitabat.com/index.php?mod=page&num=5066

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صدام حسين ومسعود برزاني .. من خلّف ما مات

المقدمة حين يدور حديث أو مقال يدور عن «أبو علي الشيباني» [ 1 ] عادة ما يبادر أحدهم بالاعتراض مستنكرا: ليش [= لماذا] لا تتحدث عن «أبو ثقب...