المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2012

ابن العلقمي الشيعي

كان مؤيد الدين الأسدي البغدادي، المعروف بابن العلقمي (1197ـ1258 م) وزيراً لآخر الخلفاء العباسيين المستعصم بالله (1213ـ قـُتِلَ 1258 م) . وقبلها، في عهد الخليفة المستنصر بالله [ابو المستعصم بالله]، شَغِلَ منصب استاذ الدار، وهو منصب اداري، صاحبه مسؤول عن رعاية دار الخلافة العباسية وصيانتها، وتوفير ما يلزم ساكنيها من اسرة الخليفة. ويعزي معظم المؤرخين لهذا الوزير الرافضي [الشيعي] سقوط دولة الخلافة العباسية وابادة اهل السنة عبر اضعاف الجيش، " ثم كاتب التتارَ [المغول، وهم احدى سلالات القومية التركية]، وأطمعهم في أخذِ البلادِ ، وسهل عليهم ذلك ، وحكى لهم حقيقةَ الحالِ ، وكشف لهم ضعفَ الرجالِ " [ابن كثير ، البداية والنهاية : 13/202 ]. وحين اقترب التتار من بغداد، نهى عن قتالهم. وأكد ابن تيمية ذلك، حيث قال: " لم يزل يمكر بالخليفة والمسلمين ويسعى في قطع ارزاق عسكر المسلمين وضعفهم وينهى العامة عن قتالهم ويكيد انواعا من الكيد" [منهاج السنة النبوية، ابن تيمية، (5/155)]. وصار ما فعله ابن العلقمي بحق الخلافة العباسية الاسلامية، لعنة التصقت بالشيعة جميعا. وقد دأب الشيعة عل...

الكرد بين الانفصال والفصل

منذ ان احتدمت الأزمة النفطية بين العـرب والكرد، استخدم مسعود البرزاني ملفات فرعية اقل اهمية ليشن هجومه الانتقامي على بغداد، ابرزها ملف نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وايقاف ضخ نفط الاقليم والهجوم الشخصي على نوري المالكي واتهامه بالفشل والدكتاتورية والانقلاب على الدستور. ان الأزمة الحالية هي ليست خلاف بين "المركز والإقليم"، ولا بين "بغداد واربيل" ولا بين "الكرد ودولة القانون"، بل هي حلقة في مسلسل الأزمات الطويل بين العـرب والكرد الممتد على مدى تاريخ العراق الحديث والمعاصر. وقد وضع الخلاف الحالي مستقبل هذه الشراكة القلقة التي باتت تؤرق العـرب قبل الكرد على طاولة النقاش. تكاد لا تمر ازمة دون ان يلوح مسعود برزاني او مسؤول كردي رفيع بالانفصال، ويؤكد ان هذا اليوم آت لا محالة. وعادة ما يقتصر الرد العـربي على ابتلاع التهديد والانصياع للمطلب الكردي حفاظا على "الوحدة الوطنية" التي نفتقدها منذ تسعة عقود. لكن تلميح البرزاني الأخير باعلان الدولة الكردية او تحديد موعد لذلك اثناء خطابه الذي كان سيلقيه في الحادي والعشرين من آذار الماضي، لم يمر مرور الكرام...

بين مجلس محافظة البصرة والنائبة مها الدوري ومنع الخمور

2009-08-22 طالبت النائبة مها الدوري من مجالس محافظة بغداد وبقية محافظات العراق، ان تحذوا حذو مجلس محافظة البصرة الذي قام بمنع شرب الخمور وبيعها في المحافظة. وأكدَتْ في موقعها الالكتروني على أن يمتد المنع على مدار السنة وأن لا يقتصر على شهر رمضان كما كان معمول به على امتداد تأريخ العراق الحديث والمعاصر. بعد ان انتهت كل مشاكل العراق، وصرنا بألف خير، حيث اننا ننعم بالماء الوفير النظيف الصالح للشرب، والكهرباء المستقرة المستمرة، والشوارع النظيفة المبلطة، وبالاقتصاد المزدهر؛ والامن المستتب، والاتصالات والمواصلات الممتازة، بعد كل هذه المكاسب التي تحققت لنا على ايدي مجلس النواب الموقر والحكومة الرشيدة والمجالس البلدية. بعد أن انتهوا من كل ذلك وضمنوا لنا حياة دنيوية هانئة وسعيدة ومستقرة وامنة، لم يبق للسلطات الثلاث المذكورة اعلاه الا ان تنشغل بتأمين حياتنا في الاخرة بعد موتنا، أي ان تضمن لنا الدخول الى جنان الله تعالى، وذلك بابعادنا عن مواطن الزلل والخطيئة، شئنا ذلك ام ابينا. انني اجد انه من الضروري جدا ان نتصارح في هذا الامر؛ فعلى امتداد تاريخ الانسانية، لم يتمكن اي دين أو مُشَرِّع من ...

قراءة في الزمن الجميل

21/01/2010 قراءة في الزمن الجميل أحمد الصراف جريدة القبس الكويتية خرج المواطن (..) وزوجته من حفل دبلوماسي، وبسبب زيادة ما تناوله من مشروبات، فقد شعر بأنه غير قادر على قيادة سيارته بطريقة سليمة، ولعدم معرفة زوجته بالقيادة قرر الوقوف بجانب الطريق لبعض الوقت، وما هي إلا لحظات حتى وقفت دورية شرطة وسأله العسكري عن سبب توقفه، وعندما عرفه طلب منه -باحترام كبير- التنحي عن مقعد القيادة، واشار الى زميله بان يتبعهم، وقاد الشرطي السيارة حتى بيت المواطن في العديلية، وودعه من دون ان يكلف نفسه حتى طلب أوراق ثبوتية منه! حدث ذلك في نهاية ثمانينات القرن الماضي، اي قبل اقل من 20 عاماً، وعلى الرغم من قصر المدة، فان من الصعب تصور حجم الانقلاب الكبير الذي اكتسح حياتنا في زمن «الصحوة»، التي سادت المجتمع، فمن الصعب حتى تخيل صدور مثل هذا التصرف الراقي الآن من غالبية شرطتنا، كما ان احصائيات الجرائم الكبيرة، والاخلاقية بالذات، تبين اننا ابعد ما نكون عن الاستقامة التي سبق ان عرف بها الكويتي، بعد ان تغيرت التركيبة والعقلية في الكثير من مراكز اتخاذ القرار، وربما تكون اجراءات إلقاء القبض على المواطن محمد...

ملف مفوضية الانتخابات .. مفهوم جديد للتحالفات

 مقال منشور بتاريخ 2011-08-03 أسفرت جلسة طرح الثقة في مفوضية الانتخابات عن الإبقاء عليها رغم أن جميع من صوتوا بالضد من إقالتها ( فيما عدا التحالف الكردستاني الذي أوضح الناطق باسمه أنهم لم يقتنعوا بالتهم الموجهة للمفوضية ) أعلنوا بمنتهى الوضوح أن المفوضية لا تخلو من عيوب، إلا أن تلك العيوب لا تبرر بقاء البلد بلا مفوضية طالما أن تعيين مفوضين جدد قد يستلزم وقتا طويلا لا يتماشى مع الاستحقاقات الانتخابية القادمة، من انتخابات المجالس البلدية في إقليم كردستان في السنة الحالية، والمجالس البلدية في بقية أنحاء البلد في السنة القادمة بإذن الله. وكان رد فعل النائبة حنان الفتلاوي، التي بذلت جهودا جبارة لإقالة المفوضية بناءا على أسباب موضوعية ووقائع أثبتتها بالأدلة الدامغة، كل ذلك دفعها لتوجيه اتهامات قاسية للكتل العربية في البرلمان، الشيعية والسنية، ( دون أي ذكر للتحالف الكردستاني ) عبر اتهامهم بمهادنة الفساد والسكوت عنه، أما ردود القوى السياسية الأخرى المنضوية تحت لواء التحالف الوطني فقد كانت بمنتهى النضج والتفهم، حيث أكدوا أنهم لا يريدون أن يزجوا البلاد في أزمة جديدة في ظل غياب التوافق...

مفوضية الانتخابات بين استجوابين

مقال منشور بتاريخ 2012-04-19 يختلف حال فرج الحيدري في هذا الاستجواب عن ذلك الذي سبقه في تشرين الأول عام 2009 الذي أجْرِيَ قبل فترة وجيزة من الانتخابات النيابية، وكان الخلاف على أشده بين كتلتي الائتلاف الوطني ودولة القانون. حينها، دخل الحيدري جلسة الاستجواب مُتسَلـِّحاً بدعم كل من كتلتي التحالف الكردستاني ودولة القانون اللتين رفض القـِياديّان فيها عباس البياتي وحيدر العبادي استجواب الحيدري لما قد يليه من إجراءات سحب الثقة والإقالة، ما قد يتسبب في تعطيل الانتخابات ويُضْعِف ثقة المواطن بالمفوضية. وتبعا لذلك فانّ الاستجواب كان صورياً ليس إلاّ. ولكن الحال مختلف تماماً في الاستجواب الحالي، فحلفاء الأمس، "دولة القانون" أكبر الكتل وأقواها، هم من تبَنـّوا الاستجواب هذه المرة، ويبدو انهم عاقدو العزم على إعادة تشكيل المفوضية وفقا لمفاهيم وسياقات جديدة، أهمها انّ الحيدري لن يكون على رأسها. خاصة وان "دولة القانون" لم ينسوا بعد تداعيات نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة. إضافة لذلك، فالنائبة حنان الفتلاوي تقول إنها تملك أدلة دامغة تدين المفوضية في قضايا فساد. امّا النائب س...

تشطير الشيعة

تَمَخَّضَ عراقُ ما بعد التغيير عن بروز ثلاث كتل سياسية رئيسة ،لا رابع لها، شيعية وسنية وكردية، اما الكتل الاصغر فهي توابع صغيرة لا تذهب بعيدا عن ارادة احدى الكتل الكبرى المذكورة. وكان مصير من ينشق من الأفراد عن اي من تلك الكتل اللعنات ومن ثم النسيان بعد ان يفشل في كسب ود ولو نسبة مجهرية من اصوات الناخبين. ولم تكن محاولات كل من الكتل الثلاث الكبرى، في إحداث اختراقات في صفوف الاخرى؛ بأفضل من المبادرات الفردية التي اقدم عليها بعض النواب والسياسيين. وأثبت مخاض تشكيل حكومة المالكي الثانية عُـقم الرهان على تحقيق اختراق جوهري في اي من الكتل. لقد كانت الخلافات الشيعية - الشيعية على اشدها قبل الانتخابات النيابية الماضية، الا انهم عادوا موحدين بعد ان تحول التنافس بين الائتلاف الوطني ودولة القانون الى صراع افقد الجهتين نسبة لا يستهان من الاصوات الشيعية التي اختارت عدم المشاركة في الانتخابات وقسم آخر بقي مصرا على خياره العلماني الذي خيبه اخفاق القوى العلمانية المستقلة في الحصول ولو على مقعد واحد في البرلمان رغم عراقة تاريخها السياسي وسمو اهدافها. اما العلماني الفائز اياد علاوي، فقد بات...

"ما ينبغي أن يقال"

صورة
غونتر غراس ما ينبغي ان يُقال غونتر غراس ترجمة فخرية صالح لماذا اصمت، لقد صمتُ طويلا عما هو واضح وماتمرست على محاكاته باننا نحن الذين نجونا في افضل الاحوال في النهاية أننا الهوامش في أفضل الأحوال انه الحق المزعوم بالضربة الاولى، من قبل مقهور متنمر  وابتهاج منظم يمكن توجيهه لمحو الشعب الايراني لاشتباههم انه يصنع قنبلة نووية لماذا امتنع عن تسمية ذلك البلد الآخر الذي يمتلك ومنذ سنوات -رغم السرية المفروضة- قدرات نووية متنامية لكن خارج نطاق المراقبة، لانه لايسمح باجراء الكشف عليها التستر العام على هذه الحقيقة  وصمتي جاء ضمنه احسها ككذبة مرهقة لي واجبار، ضمن عقوبة الرأي، عندما يتم تجاهلها؛ الحكم بـ"معاداة السامية" المألوف لكن الآن، وذلك لأن بلدي ومن جرائمه التي تفرد بها والتي لا يمكن مقارنتها يطلب منه بين حين لآخر لاتخاذ موقف، وتتحول الى مسألة تجارية محضة، حتى وان  بشفة فطنة تعلن كتعويضات، غواصة اخرى إلى إسرائيل   يجب تسليمها، قدرتها تكمن،بتوجيه الرؤوس المتفجرة المدمرة  الى حيث لم يثبت وجود قنبلة ذرية واحدة ، ولكن الخوف يأخذ ...

العلاقة المتأزمة بين بغداد واربيل... اخر الدواء الكي

ادناه مقال كتبته قبل اكثر من ثلاث سنوات على صفحات موقع حوارات. ورغم انقضاء تلك السنوات، الا اننا ما زلنا نعاني من نفس المشاكل، اي ان الحكومة لم تفلح في غلق اي من تلك الملفات والازمات، بل انها في تزايد وتعاظم واستفحال. ان ملفـّي الخدمات والقضية الكردية هما الملفان الاكبران اللذان لم تتوفق الحكومة في ايجاد ولو مدخل لحلهما. واليوم، حيث تحتدم الازمة من جديد بين العرب والكرد، وهكذا يجب ان تكون التسمية لما يحصل. وعلينا ان لا نختصرها بعنوان فرعي  هو خلاف الاقليم والمركز، بدأت تتعالى الاصوات لفصل الاقليم عن المركز، وليس العكس. وهذا امر دعوت اليه في مقالي ادناه منذ اكثر من ثلاث سنوات. اعيد نشر المقال كما هو. العلاقة المتأزمة بين بغداد واربيل... اخر الدواء الكي  احمد هاشم الحبوبي 2008-11-11  ________________________________________ يمتاز العراق بانه اكثر بلدان العالم انتاجا للمشاكل المتفاقمة والمتفجرة والمتتالية. حيث ان الاحداث الجسام تتابع كتتابع الليل والنهار. فلو عملنا جردا بسيطا لما مر على عراقنا خلال النصف الثاني من هذه السنة سنكتشف جسامة الاحداث وخطورتها،...

بغداد واربيل، فتش عن النفط

احتدم الخلاف بين الحكومة المركزية في بغداد وبين الحكومة المركزية المستقلة في اربيل، نعم نحن امام حكومتين، واحدة مستقلة تماما في اربيل، والاخرى يراد لها ان تكون اسيرة ارادة الاقليم الذي لا همّ لحكومته سوى تحقيق اكبر المنافع حتى لو كان ذلك على حساب بقية انحاء العراق الاخرى. ابتدأت الازمة الاخيرة بعد ان وقفت حكومة بغداد بالضد من تعاقد اربيل مع شركة اكسون موبيل الامريكية للتنقيب عن النفط في اراضٍ تابعة رسميا لمحافظتي نينوى وكركوك، وأشدد على رسميا، فهذه المقاطعات هي عمليا تحت السيطرة الكردية الكاملة منذ العام 2003 دون ان يكون هناك دور لحكومتها المحلية او لبغداد سلطة عليها. لقد اختارت بغداد ان تضع النقاط على الحروف فيما يخص الملف النفطي الذي يمثل عصب حياة العراقيين. وبما ان الاقليم يدير ملف العقود النفطية باستقلال وتعالٍ تامين، بدأت الحكومة بالضغط على شركة اكسون موبيل من خلال تهديدها بابعادها عن التنافس على الفرص الاستثمارية النفطية، الى ان اعلنت الشركة في السابع عشر من آذار عن تجميدها لعقدها مع الاقليم. ومن المؤمل ان لا يكون هذا التجميد مؤقتا من اجل إجازة دخول الشركة في جولة الاستثما...

أما آن الأوان يا قادة الأمن

   ناشدنا وحللنا وانتقدنا واقترحنا، ولكن دون جدوى، فالوضع الأمني من سيء الى أسوأ خاصة بعد اكتمال الانسحاب الامريكي من الاراضي العراقية. واقتصرنا في توجيه جام غضبنا على السلطة السياسية التي اختارت المنطقة الخضراء ملاذا آمنا لها واكتفت بالتنديد والشجب وكأنّ الاعتداءات تحصل في دولة مجاورة. ولكننا نهمل أحد أهم أركان المواجهة مع الارهاب ألا وهو الامكانيات الفنية والعقيدة العسكرية التي يتبناها القادة الأمنيون في هذه المواجهة الشرسة.    يقتصر رد الفعل الأمني على تشديد السيطرات والمزيد من الاعتقالات دون اي اثر ايجابي ملموس. وهذا الضغط الهائل على حركة الناس يضرب بآثاره على مجمل النشاط الاقتصادي والانساني، وكأنّ القائمين على ملف الأمن ليس بيدهم من حل عملي سوى تعطيل الحياة، وهو ما يسعى تنظيم القاعدة لتحقيقه من اجل تأزيم الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية للغالبية الساحقة من الشعب.    ان وجود السيطرات امر حيوي ومهم لتثبيت الأمن ولنا ان نتخيل كيف ستكون الحالة الأمنية دون انتشار شرطتنا وجنودنا وضباطنا الشجعان اللذين يبسطون الأمن في الشوارع ويتقاسمون الموت اليومي مع ا...

الجمهورية الوراثية تُبْعَثُ من جديد في العراق

احمد هاشم الحبوبي    بدأَ مصطلحُ "الجمهورية الوراثية" يطرق اسماعنا مع بداية تسويق الرئيس السوري بشار الأسد وريثا لأبيه بعد ان بدأت مظاهر الوهن تظهر على الأخير. حينها وُجِّهَت انتقادات قاسية للرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك استنكارا لمباركته عملية التوريث تلك عبر استقباله لبشار في قصر الاليزيه رغم ان الاخير لم يكن يحمل اية صفة رسمية.    ولم يتوقف التوريث عند بشار، فبمجرد ان حازت المحاولة السورية قبول الدول الكبرى وطبعا الاقليمية، انطلق معظم الرؤساء العرب في تهيئة ابنائهم لخلافتهم، ابتداءا من صدام حسين ومرورا بعلي عبد الله صالح ومعمر القذافي وانتهاءا بحسني مبارك. وكانت هذه التوريثات ستتم كما خُطـِّطَ لها لولا سقوط صدام حسين المدوّي على يد الاميركان وتهاوي الباقين بإرادة الشعب العربي في تلك البلدان. ويوحي مجرى الاحداث انّ الحالة السورية هي اول وآخر المحاولات، فمنها كانت البداية، وفيها تقررت نهاية تلك المهزلة من خلال دستورها الجديد الذي منع رئيس سوريا القادم من تولي سدة الرئاسة اكثر من فترتين انتخابيتين. وبغض النظر عما ستؤول اليه الاحداث في سوريا، فانّ هذه الفترة لن ...

السيارات المصفحة..لا أشْبَعَ اللهُ بطونكم

   اخطر الجلسات واشقاها هي تلك التي تعقد خلف الكواليس والابواب الموصدة، بعيدا عن اعين الشعب واجهزة الاعلام، فكواليس اربيل انتجت لنا اتفاقية اربيل التي ما زالت تفاصيلها محجوبة عنا بعدَ ان تعاهد موقعوها على ابقائها طي الكتمان، رغم ما هم عليه من تناحر وتباغض. وكذلك حال مجلس نوابنا، فجلساته السرية  عادة ما تقتصر على اقرار امتيازات شخصية للنواب،  وهي تترافق اما مع اقرار الميزانية، او مع اقتراب الدورة النيابية من نهايتها، ونذكر جيدا كيف ان المجلس السابق قرر اسقاط سلفة المائة مليون دينار التي كانت بذمة النواب والتي اقترضوها بحجة شراء سيارات مصفحة ايضا. واذا ما علمنا ان اكثر من مائة وخمسين نائبا اعيد انتخابهم للدورة الحالية، فإن هذا يعني ان هؤلاء على الاقل لا يستحقون ان تشتري لهم الدولة سيارات جديدة طالما انهم قبضوا اثمانها منذ الدورة السابقة. وربما سيعيدون الكـَرّة ويصوتون على تمليك انفسهم السيارات الجديدة في نهاية هذه الدورة.    عمّت الشارع موجة غضب عارم ازاء تجاهل النواب لحاجات اساسية يفتقدها العاجزون والعاطلون عن العمل من ابناء شعبنا، مما حول ا...

خوازيق كردستان وردود الموصل الخجولة

تحرص ادارة اقليم كردستان على تحقيق اكبر المكاسب الممكنة حتى لو كانت على حساب المحافظات الاخرى او حتى على حساب الوطن. وقد حقق الاقليم النجاح تلو النجاح في هذا المجال من خلال استغلال تداعيات الخصام الشيعي-السني المتعاظم فالكرد يعون جيدا مدى اهمية مقاعدهم السبعة وخمسين في مجلس النواب لضمان استمرارية بقاء الحكومة المركزية ومع ان التحالف الوطني يملك ما يكفي من المقاعد النيابية اللازمة لضمان بقاء الحكومة الا ان الخلافات الشيعية-الشيعية تجعل وحدة هذه الكتلة الضخمة في مهب الريح خاصة في الاوقات العصيبة. وكان اختيار ادارة الاقليم لشركة اكسون موبيل الامريكية للتنقيب على النفط في اراضٍ عائدة لمحافظة نينوى كان ضربة معلم فالحكومة المركزية لن تعكر مزاج الولايات المتحدة وهي بصدد اتمام المراحل النهائية للانسحاب من العراق ولا يخفى على احد الترابط الستراتيجي بين السلطة ومراكز القرار من جهة وشركات النفط الكبرى من جهة اخرى في الولايات المتحدة. أَمام ضربة المعلم الكردية هذه نشْهَدُ انكفاءا وصمتا موصليا ليسا معهودين فقد اعترض بعض النواب والمسؤولين الموصليين باعلان اعتراضهم واحتجاجهم على التصرف الكردي ...

زمن حيدر الملا

اعتادت وسائل اعلامنا عند نشرها لتصريحات النواب والسياسيين، على اعتبارها تصريحات تمثل رأي كتلهـِم التي ينتمون اليها بغـَضِّ النظر عمّا إذا كان ما أدلى به النائب يمثل وجهة نظره الشخصية أو أن تصريحه يُعَـبِّرُ فعلا عن رأي القائمة التي ينتمي إليها. ولوسائل اعلامنا كل الحق في ان تقع في مثل هذا اللبس، فبعض نوابنا ممن له صفة رسمية كمتحدث بإسم كتله، يخلط احيانا بين وجهة نظره الشخصية وبين رأي كتلته دون ان ينوه عن ذلك بجلاء، او انه يعاني من سَلـَسِ التصريحات بحيث انه لا يترك أية شاردة او واردة دون ان يدمغها بتصريح رنان في اغلب الاحيان طالما انه يعتبر نفسه شخصا موسوعيا عالما في كل المجالات. كل ما ذكرته اعلاه، اراه ينطبق على النائب حيدر الملا، المتحدث الرسمي باسم القائمة العراقية، اضافة الى انه ممن يرون الدنيا باللونين الأبيض والأسود فحسب، ولا قضية تهمه ولا رسالة له في دورته النيابية هذه سوى التهجم على رئيس الوزراء نوري المالكي و"دولة القانون"، وعلى ذلك تتمحور كل تصريحاته، وهو يطال آخرين ايضا طالما بقي "معطاءا" في تصريحاته. الا ان عداء نائبنا الهمام مع المالكي اقدم...